قصيدة العشاء الأخير
كم هو شرير هذا الولد حنظلة
نمنحه الاسم الجميل ناجي
فيهزأ بنا
عن أية نجاة تتكلمون
عن نجاة 1948
أم نجاة 1967
أم نجاة 1982 ؟
عن نجاة أيلول الألوان الاربعة
أم نجاة تل الزعتر وصبرا وشاتيلا
وعين الحلوة؟
أنا المواطن الحلو من مخيم عين الحلوة
أختصر نجاتي وألخص حلاوتكم
في الاسم الحلو الاخير الذي يليق بكوكبكم :
حنظلة!
كم هو شرير وفاضح
هذا الولد حنظلة
نستمرأ الموت ونحلق في سماء
الانتصارات القومية الباهرة فيشدنا
بشعرة من ريشته ويهوي بنا
الى حضيض الواقع المهزوم
كم هو قاس هذا الولد
نقرع طبولنا في مواكب الملوك والرؤساء
فيفقأ طبولنا بقطرة حبر
نرى ما لا نرى فبمسح الارض
فبعزتنا الكاذبة . ويشد نعال
اذاننا بلا رحمة:
كم أنتم ساقطون .
كم أنتم تافهون
أخرجوا من خلف أكاذيبكم
أخرجوا من حظائر عروشكم
وقصور رئاستكم واعترفوا بحقارتكم
كم هو شرير وقاس
هذا الولد حنظلة
إنه يقول الحقيقة
هذا الملحد يجرأ على قول
الحقيقة في دويلات الزيف ومشيخات
الزور
شرير وقاس أنت يا حنظلة
لأنك جميل في زمن القبح
صادق في زمن الكذب
جرئ في عصر الجبناء
أمين في عصر الخونة
طويل في مزرعة المسخوطين
نبيل في بورصة الارتزاق والارتداد
وكم أنت مثابر مبدئي في جلدنا
بتذكيرنا بعبوديتنا نحن شم
العرانين الراعمة
المدمنين على مخدرات الكرامة
بلا كرامة
والهمة في القعود
والشرف في العار
قاس أنت وشرير
ومبدئي
فمن أجدر منك بالموت
ها أنت ميت الآن
يا حنظلة
لن تقلق راحة قيلولتنا
بين نعال الغزاة
من إسرائيل حتى أمريكا
لن تقض مضاجعنا المفروشة
بالورد الاصطناعي المستورد:
ورد إصطناعي بنفط خام
هذه هي معادلتنا
فلماذا تنغص علينا سقوطنا وهواننا؟
كم أنت جدير بالموت
يا حنظلة.
كم أنت جدير بالموت !