الحديث عن الثقة وأهميتها في حياتنا لا يجزيه حقه مقالة أو بضعة أسطر. بل هي كتاب واسع تتعدد صفحاته وتتنوع فصوله تبعا لاختلاف الزمان والمكان والظروف. فهناك أنواع عديدة للثقة منها ثقة المدير في موظفيه، وثقة المريض في طبيبه، وثقة الوالدين بأبنائهم، وثقة الزوج في زوجته والعكس كذلك.....وغيرها كثير.
نركز هنا على احدها وهي الثقة بين الأزواج. فكم من الأسر تفككت أو هي في طريقها إلى ذلك، وكم من المتاعب والمشاكل التي تواجهها بسبب ضعف أو فقدان الثقة بين الزوجين، الذي يتبعه عادة ازدياد الشك والقلق بينهما، وتفسيرالتصرفات المعتادة على هذا الأساس. فالمرأة سواء هنا أو هناك عندما تضعف ثقتها في زوجها تفسر تصرفاته بوجود إمرأة أخرى في حياته . بل تبدأ بتفسيرتصرفاته وفقا لهذا الاعتقاد و مع الوقت تتحول الحياة بينهما إلى جحيم. والرجل في ذلك لا يبتعد كثيرا عن المرأة لأنه هو الآخر إذا ضعفت ثقته في زوجته بدأ بالتضييق عليها ومراقبة كل سلوكياتها والتدخل في كل خصوصياتها مما يؤدي إلى نفورها منه.
ولكن لماذا يصلان إلى تلك المرحلة الحرجة مع أنه أحيانا قد لايبدر من أي منهما أي خطأ يبرر انعدام الثقة، هي مجرد حالة تبدأ ببذرة صغيرة ونظرا لعدم انتباههما لها تنمو وتكبر على أن تتسبب في انهيار حياتهما.
بالتأكيد هناك عوامل ساعدت في نموها وأنا أرى بأنها في البداية كانت سلوكيات بسيطة في نظر البعض لكنها في الحقيقة هي السبب الرئيسي في خلق بيئة خصبة لنمو تلك البذرة.
الكذب والمداراة وعدم المصارحة من أهم أسباب ضعف الثقة، فالزوجة التي اعتادت الكذب وعدم الاعتراف بالخطأ تعطي الدليل لزوجها على ضعف ثقته بها وبتصرفاتها، وعدم تصديقها وإن كانت صادقة، والزوج الذي يكذب يعطي الدليل لزوجته كذلك...والثقة لا تعني الغفلة. ولكنها تعني الاطمئنان الواعي. وأساسه الحب الصادق والاحترام العميق. إذن المصارحة والصدق أساس بناء أسرة سعيدة و قوية وأما الكذب والمراوغة وإن كان بسيطا يدمر الحياة الأسرية ويدفعها إلى حافة الانهيار.