اعيدي اللحن يأمي

" أمي الحبيبة ..

هذه رسالتي أبعثها إليكِ لعلها تلقى قبولاً ويكون لها أثر في قلبكِ ..

لماذا حرمتيني من حضنكِ الدافئ وصدركِ الحنون ؟؟
هل لأنني بلغت السابعة من عمري وأصبحت في نظركِ رجلاً ؟؟
خمس سنوات مرت وأنا أنتظر أن تضميني لصدركِ كما لو كنت ابن السنتين ولكنكِ ما زلتِ بعيدة عني ..
أذكر تلك الأيام الجميلة التي قضيتها وأنا أرتوي من نبع حبكِ وأضع رأسي على صدركِ فأنام بهدوء ..
تركتيني للخادمة تطعمني وتسقيني وتعلمني وتلعب معي ..
وعندما أقترب منكِ تصرخي بوجهي .. كم أتوق لتلك الابتسامة الجميلة التي كانت تضيء حياتي ..
فقط أريد منكِ لحظة حب وحنان أعيشها تعيد لي سعادتي "

وبعد عشر سنوات أرسل ..

" ها قد أصبحت شاباً وما زلتي معرضة عني ..
عندما اقتربت منكِ ذات مساء لأشتكي حاجتي لعطفكِ وحنانكِ أغفلتي الباب بوجهي ..
ولولا فضل الله عليّ ورحمته بي لانجرفت مع التيار وضعت مع من ضاع ..
أذكر أنني صارحتكِ ذات يوم فقلتي لي " اترك عنك كلام الأفلام والبرامج ، كل شيء متوفر عندك وش تبي أكثر "
فإلى متى يا أمي هذا الجفاء ؟؟!!
كم أتمنى أن أعود ذلك الطفل الرضيع حتى لا تبعديني عنكِ
ابنكِ المحروم من عطفكِ "

أخواتي الغاليات ..
أبناؤنا بحاجة لنا ولعطفنا وحناننا مهما أشغلتنا الدنيا ومهما تقدم بهم العمر فلا عمر لحبهم ..
لماذا أرى البعض تقسو على طفل لم يتجاوز الرابعة وكأنه ابن العاشرة ؟؟؟!!!
ما المانع بأن نضمهم ونحتضنهم ونقبلهم حتى ولو كانوا في نظر البعض كباراً ؟؟
كم هو جميل أن نمنحهم من وقتنا ولو ساعة في اليوم نجلس معهم ونمازحهم ..
نستمع لهم ونحاورهم ..
نوجههم ونرشدهم ..
نجعلهم يشعرون بروح الأسرة ومشاعر المحبة ..
نحن في زمن صعب والفتن تحاصرنا من كل جانب ونخشى على أبنائنا من الانجراف وراءها فلماذا لا نكون نحن ذلك الحصن لهم بعد الله ؟؟!!
صدقوني يا أخواتي الحب والعطف لا يكلفنا كثيراً ..
هي فقط ابتسامة بوجه الأبناء وصدر حنون وقلب معطاء ..
وتذكري يا أختي بأن هناك من تتمنى سماع كلمة ماما يسمعها لتسرع بقلبها قبل جسمها لاحتضان ناطقها ..

اللهم أصلح لنا ذريتنا واجعلهم قرة عين لنا في الدنيا والآخرة وارزق اللهم كل محروم وأسعد قلبه ..