أكدت دراسة بريطانية حديثة أن التعليم المبكر ـ مرحلة رياض الاطفال ـ يؤثر بالسلب علي قدرات الاطفال واستمرارهم في التعليم, ويضعف من حبهم له, كما هوالحال في انجلترا واسكتلندا وايرلندا الشمالية, وهي البلدان الاوروبية التي تصر علي التعليم الإلزامي في سن مبكرة علي عكس باقي بلدان اوروبا التي يبدأ فيها تعليم الاطفال في سن السابعة حيث يملكون القدرة علي التأقلم في البيئة الدراسية بدرجة اكبر.
ويعلق د. مصطفي النشار استاذ الفلسفة وعميد كلية التربية بجامعة القاهرة فرع بني سويف علي هذه الدراسة قائلا: احيانا ما يكون التعليم في الصغر كالنقش علي الحجر كما يقول أجدادنا في الامثال الشعبية, حيث تختزن ذاكرة الطفل في هذه السن الصغيرة كل ما يتلقاه.. وتزدهر ملكات كثيرة لديه, لم يكن ممكنا أن تظهر وهو بين أربعة جدران, وتزداد نسبة ذكائه, وتتولد لديه الرغبة في المعرفة وحب الاستطلاع,
والمدرسة في هذه المرحلة العمرية هي أصلح بيئة وانسب مناخ لتنمية المواهب والميول واكتشافها في سن مبكرة, فهناك طفل يعشق اللغات ولديه القدرة علي الإلمام بأكثر من لغة, وطفل آخر يميل الي اللعب بالمكعبات والحساب, فعقول الاطفال في هذه السن الصغيرة تكون مهيأة ومستعدة لاستقبال جميع المواد.
ويضيف د. مصطفي النشار ان مرحلة رياض الاطفال في غاية الاهمية, كما اكدت من قبل الكثير من الدراسات النفسية والتربوية لأنها تبث فيهم قيم الالتزام والنظام, وكل ما هنالك انه يجب ان يكون التعليم في رياض الاطفال سماعيا. وان يؤخذ هؤلاء الاطفال باللين وليس بالشدة, وان تقدم لهم جميع الخدمات الصحية والنفسية التي يحتاجونها عادة في هذه المرحلة المبكرة,
وان نعلمهم من خلال اللعب, وعموما فإن الاطفال في مرحلة رياض الاطفال يبدأون في التعرف علي دور المدرسين والمدرسات والتعود عليهم.
كما ان الرحلات والزيارات التي يقوم بها الاطفال من خلال المدرسة الي الحدائق والمتنزهات واصطحابهم الي دور العرض السينمائي والمسرحي المهتمة بتقديم كل ما يفيدهم, كثيرا ما تجذب انتباه الطفل, وتجعله طفلا اجتماعيا قادرا علي التعامل الايجابي مع اقرانه ومع مدرسيه في مرحلة التعليم الابتدائي.