دور وزارتي الاعلام والثقافة في الاصلاح ونشر المهن الجديدة
نحن اليوم امام مهن جديدة وثقافة عمل جديدة افرزتها الثورة العلمية التقنية وعلينا التكيف وتعلم هذه المهن ونشرها وتطويرها ولم تعد عبارة سر المهنة اليوم لها وجود وهي وهم وسراب الا بعض المهن الحرفية
لذا علينا اليوم تطوير هذه المهن وتعليمها ونشرها علما إن تطوير ثقافة العمل اليوم يعتمد على العمل الجماعي وضمن الفريق وان منظمات المستقبل ستحتاج إلى مدراء من نوع جديد تتوفر لديهم قدرات ومهارات ادارية عالية ورفيعة في التحليل والتخطيط ورسم السياسات وقبول التغيير والابتكار واستثمار المعلوماتية ومعرفة اللغات الاجنبية وكيفية ادارة الوقت وادارة النزاعات لذا علينا وخاصة المؤسسات المعنية اكثر من غيرها لان المهمة مهمة الجميع لكن على الوزارات المعنية وتحديدا الثقافة والاعلام إن يكون لها دور مميز وكبير وواضح في اقناع الجمهور العام بعمق التحديات التي تواجهنا واهمية إن نقبل على الثقافة الجديدة والمهن الجديدة
دور الثقافة والاعلام
إن الثقافة في عصر المعلومات هي صناعة ولم تعد صالونا وشعر وغزل وفانتازيا تاريخية لا بل هي اهم صناعة في المجتمع اليوم لان فيها الكثير من القيمة المضافة وهي التي تمهد لصنع الافكار وتحريك المجتمع ومن هنا يجب على مثقفينا وكتابنا التركيز على هذا الامر وكذلك يجب على المؤسسات الثقافية التركيز على هذا الامر أي بمعنى اخر يجب إن يستجيب العقل الثقافي ويتغير مع ضرورات العصر فما المانع إن يستخدم امام الجامع اللاب توب أي الحاسوب المحمول ويشجع المصلين والمؤمنين على التعلم على الحاسب وعلى تعليم اولادهم وان يقول لهم إن تعلم الحاسب فرض يومي هل هذا يضر بنا ام يفيدنا ويقوي الامة ويقوي العقل
علينا إن نتكامل جميعا وعلى كل منا إن يقوم بواجبه ودوره وعلينا استخدام وتطوير وسائل الاعلام الخديثة ودعمها باحدث الالات التكنولوجية ومهما كان ثمنها
• علينا التركيز على الاعلام الاقتصادي والاداري اليوم والمتخصص وتوظيف خريجي الادارة والمال والمصارف والعلوم التقنية واستخدامهم في هذه المهمة الجليلة من اجل خلق ثقافة عمل جديدة بعيدة عن الانانية الشخصية والسبق الصحفي والخبطة الصحفية ثقافة تقوم على فرق العمل والتكافؤ والتشارك والنوعية والابداع والقيادة الانسانية
• على الاعلام إن يفتح حوار وطني ويعيد تسويق الاعمال ويفسر الوجه الحضاري للمهن الجديدة ويفسر ايضا القصور الذي استقبلت فيه مجتمعاتنا لقيم العمل الجديدة وان يغير الذهنيات التي تتعامل مع الحاسب على انه اداة للتسلية أو اداة للطباعة
• هناك مهن عصرية جديدة ومنها السكرتارية ومندوبي المبيعات والتسويق والعلاقات العامة ولم تعد السكرتيرة تلعب دور الخادم أو مقدم الحاجات أو تجيب على الاتصالات الهاتفية بل اصبح السكرتير والسكتيرة منظم للاتصالات وللارشيف وامين اسرار الشركة أو المؤسسة ومساعد في اظهار الوجه الحضاري للشركة أو الادارة وعلى السكرتير ايضا مراقبة الخدمات والتعرف على الزبائن واحترام المراجعين والتحدث اليهم وفهم ما يريدون وان يرسلهم إلى القسم المعني وان لا يحطئ في فهم ما يريدون وهذا يحتاج إلى خبرة في الطباعة ومهارات في الاتصال وفهم الزبائن وخبرة في العلاقات العامة وتنظيم الارشيف والمعلومات وقدرة على الاستعانة بالحاسوب هنا اذا تتحول السكرتارية إلى وظيفة استراتيجية في الادارات والمؤسسات وليست كاي انسان يساعد طبيب أو محامي في استقبال الزوار والزبائن وهذا ما اقصده بان يعمل الاعلام على توضيح كل هذه الامور والتشجيع عليها واظهارها وهكذا الامر بالنسبة لكل المهن الجديدة التي ساستعرض بعصها في هذه العجالة السريعة
اعمال الاستشارات ومكاتب الدراسات
تعتبر دراسات الجدوى وصناعة الاستشارات من اهم المهن في هذا العصر الجديد عصر الاقتصاد المعرفي والحمد لله تنبهنا اخيرا إلى هذا الامر وتم احداث جمعية لهذا الغرض كما تم تشكيل مجلس ادارة لها وبدات تستقبل وتنظم هذا العمل الهام جدا وهنا ياتي دور الاعلام والثقافة لتوسيع دائرة انتشار هذا الامر واقناع المواطنين والتجار والصناعيين واصحاب المؤسسات الغيرة والصغرى والمتوسطة بضرورة اللججوء إلى هذه المكاتب والاستفادة من خبراتها وخبرات اصحاب الاختصاص والمعرفة من اجل تاسيس مشاريعهم على اسس علمية سليمة وصحيحة وهذا يضمن النجاح والاستمرار لهذه المشاريع
وبالمقابل على هذه الجمعية العمل بشكل علمي ومتقن ودقيق بحيث نعرف الخبرات الاستشارية ونرخصها ونخضعها لمراقبة دقيقة وان لا نرخص الا لمن يحمل خبرة حقيقة في مجال الادارة والاقتصاد والتمويل والاستثمار والعلوم التقنية وان يكون المؤهل عالي رفيع المستوى لا يقل عن ماجستير أو شهادة عليا في الادارة العامة أو ادارة الاعمال وان نلغي ترخيص كل من يتجاوز وكل من يخطئ في هذا الميدان
• علينا تسويق المهن الجديدة وخاصة المهن المعرفية والمهن المعلوماتية علينا تسويقها ثقافيا واجتماعيا واعلاميا وتربويا والتركيز كثيرا على هذه المهن الجديدة وتسويقها وترويجها واعلانها وتوزيعها وتاسيسها لان هي المهن التي يعول عليها اليوم فبدل إن تخرج الجامعات لدينا الاف الجامعيين الذين يحملون اجازة اللغة العربية والجغرافية والتاريخ علينا تخريج الالاف من الذين يجيدون المهن الجديدة وخاصة مهن المعلوماتية ومهن الادارة ومهرات التواصل الالكتروني وقد دهشت عندما سمعت إن اهم عشرة مدراء يعملون في شركة سيريا تيل وياخذ كل واحد منه 4000 الاف دولار شهريا هم جميعا لبنانيون
• يجب تنظيم المهن المعلوماتية الحديثة ويجب إن نمتلك استراتيجية معلوماتية متكاملة ويجب التركيز عليها في وسائل الاعلام والثقافة بشكل يومي ومتتابع ودوري ولامانع من اقامة قناة أو قنوات فضائية مثل قنوات النيل المصرية التي تعلم اللغات والمناهج وهنا نلاحظ كم هو الدور كبير جدا الذي يمكن إن يقوم به الاعلام ومؤسسات الثقافة المنتشرة في كل ارجاء سورية
مهن جديدة ظهرت أو ستظهر
*العمل بالمنازل عبر الانترنيت
* البيع والشراء عبر الانترنيت
* التعليم بالجامعة الافتراضية
* مفاهيم المصارف الالكترونية
* متابعة البورصات
* شراء الاسهم عبر الانترنيت
*بيع الاعمال الفكرية
* التواصل عبر المالتيميديا
* تصميم الشبكات
* تصميم المواقع على الانترنيت
* مقاهي الانترنيت
* مكاتب انزال البيانات
*شركات تبني بنوك المعلومات
*مكاتب البرمجة وادخال النصوص
اذا هناك الكثير من المهن الجديدة كما تلاحظون وجميعها تحتاج إلى تنظيم وضبط وتطوير وتقنين وهنا يلعب الا علام والثقافة دور كبير فيها ونشرها لذا قلنا انه يجب إن توظف وزارتي الا علام والثقافة اصحاب هذه الاختصاصات الجديدة حتى يقوموا بالتعريف بها ونشرها وشرحها وهنا مسؤولية تقع على مؤسسات اخرى وخاصة الحكومة ووزارة التقانة التي عليها إن تؤسس مؤسسات قادرة على توصيف وتنظيم المهن هذه وتطوير خبراتها وعلومها عبر ربطها بمنظومة تعليم
الخاتمة
هنا طرحت في هذه الورقة مجموعة افكار غير مرتبة لموضوع هام جدا من وجهة نظري وعلينا الابتعاد عن التنظير والتخطيط الغير قابل للتنفيذ الناتج عن طروحات غير واقعية ولاتنطلق من خصوصية المرحلة وسرعة تفاعلها والتاثير الثقافي العالمي الذي يقدم معادلات جديدة للعمل وللثقافة وللاعلام
نحن بحاجة اليوم إلى عقليات ثقافية علمية ابداعية قادرة على تحريك طاقات الناس وطاقات المجتمع قادرة على التغيير والتاثير ووضع الحلول التي تحرق المراحل وتعزز التوعية الاجتماعية التي تقف عائقا اما التطوير والتحديث الذي اشاعه رئيسنا الشاب الدكتور بشار الاسد
علينا ارساء الطرق التي تطلق طاقات الشباب وتخاطب خصوصيتهم وادراكاتهم المعرفية الناتجة من وسائل الا علام الحديث وثقافة الانترنت وان كانت قليلة لانني اجريت بحثا عن الانترنت ومقاهيها واثرها على طلابنا وشبابنا وقد كانت النتائج غير مرضية حيث وجدت إن القليل من الشباب لهم مساهمات ومشاركات على الشبكة
بكل الاحوال اقول إن وسائل المعرفة السريعة والتفاعلية والمهن المعلوماتية سيكون لها اثر كبير في تغيير علاقات العمل وشكل المؤسسات والادارات بحيث تعتمد ثقافة جديدة مفادها :
- اسس التسويق
- ارضاء الزبون
- الاقناع
- التاثير
- الترويج
- التدريب
- المواطن هو الذي يملك الاجهزة الحكومية
- التحصيل العلمي والمعرفي الجديد
- استثمار التكنولوجية
- تعلم اللغات الاجنبية
- المتابعة اليومية لكل ما يجري محليا وعالميا
قد يستغرب البعض وخاصة اصحاب الذهنية القديمة ما علاقة الا علام والثقافة بالاقتصاد حيث إن لكل منهما حقل خاص به وقد يتصور البعض إن الثقافة شعر وقصة ورواية ومسرح وموسيقا لكنني اقول اليوم إن الثقافة والاعلام روح الاقتصاد وقد اثبتت دراسات اجريت في الغرب إن الارتباط شديد بين تطور وسائل الاعلام ونسب النمو الاقتصادي والاجتماعي
إن الا علام يروج لسلعة أو نمط ما ويؤثر ايجابيا عبر تكرار المشاهدة وتراكمها كما يلعب الاعلام دور كبير في خلق الثقافة أي ثقافة اللباس وثقافة الطعام وثقافة الحوار وثقافة الاختلاف وثقافة السكن وثقافة استخدام السيارة وثقافة الجوار وثقافة المديرين وووووووووو ثقافة نظافة الشارع وثقافة نظافة المدينة ثقافة تحديد النسل وثقافة احترام القانون
يقولون لي زملائي انك دائما تكتب عن السلبيات والبعض ينظر الي بعيون جاحظة وقد يتجرا اخر ويتهمني باقذع الاتهامات حيث يقول لي إن النقد ضار ويخدم الاعداء المتربصين في الداخل والخارج لكنني اقول لهؤلاء وامثالهم انه لا يوجد عدو اخطر من هذا السلوك المشين القامع للنقد والتغيير وذلك لان استمرا المظاهر السلبية يؤدي إلى عدم التغيير اما التغيير والتطور والتداول هو الصحيح وهو سنة الحياة
لذا اقول هنا من يعادي النقاش الحر العلني المفتوح المتمدن ينطلق من الدفاع عن موقعه وشخصه أو شخص يهمه في موقع القيادة أو السلطة وهو لا يستحقها جاء اليها استنادا إلى اسس ابعد ما تكون عن الكفاءة والجدارة
وانا اسال هل نضحي بمصالح شركة حكومية ضخمة جدا استثمرت فيها مبالغ طائلة كي نحافظ على مدير عام ومن معه والشركة تخسر عاما بعد عام ؟؟؟؟؟!!
لا ياشباب إن تحديات العصر لا تترك امامنا خيارا اخر فاما المواجهة الجريئة واما التخلف والتهميش وانا اخترت المواجهة الجريئة فاذا اردت الانضمام فالوطن ينتظرنا جميعا
عبد الرحمن تيشوري—دارس في المعهد الوطني للادارة العامة – دمشق 19/5/2006