المحيط الأطلسي أهم منطقة تجارية في العالم وتجمعت حول سواحله معظم الأقطار الصناعية، أطلق عليه الرومان اسم أطلس نسبة لـ جبال الأطلس الممتدة على الجناح الغربي للبحر الأبيض المتوسط، وهي ترسم الحدود الطبيعية للعالم القديم. كما ويطلق عليه المحيط الأطلنطي. وفيه يقع مثلث برمودا
يقع المحيط الأطلسي بين قارة أوروبا و قارة أفريقيا من جهة الشرق وقارة أميركا الشمالية و قارة أميركا الجنوبية من جهة الغرب. أما من جهة الشمال فيحده القطب الشمالي ويحده من الجنوب القطب الجنوبي.
تبلغ مساحته 82441 مليون كم² وتصل إلى نحو 106463 كم² في حال أضيفت إليه البحار المتفرعة عنه مثل بحر المانش و بحر الشمال و بحر البلطيق وينفتح على المحيط المتجمد الشمالي (يعتبر بعض العلماء الدائرتين القطبيتين ـ شمالا وجنوبا ـ الحدود الطبيعية للأطلسي. مما يجعل مساحته تمتد على طول14000كم)، وتغطي مياهه خمس مساحة كوكب الأرض ، وتمثل ثلث المياه السطحية.
يبلغ أقصى عمق للمحيط 4,000 إلا أن قاعه غير متساوٍ إذ ترتفع فيه نتوءات فوق سطح الماء تسمى الفريز القاري كما توجد في القاع أعماق لا يمكن سبر أغوارها وهي اللجج، وأبعدها عمق له هو عمق ميلووكي، ويقع على بعد 8,648 م في الأعماق، ومنه يتكون جزء من وادي بورتوريكو.
تتفاوت درجات الحرارة على سطح المحيط ما بين 27°م ودرجتين تحت الصفر، وتتساوى درجة الحرارة السطحية مع الكتلة المائية على سمك 30م إلى 120م، فيما تنخفض درجة حرارة الماء بزيادة التوغل في العمق، بينما تستقر حرارة الأعماق عند درجة التجمد.
يمتد الساحل الشرقي للمحيط على طول 51,500كم. والساحل الغربي على طول 88,500 كم. وفي السواحل الأوروبية والأمريكية الشمالية خلجان ورؤوس، تجعل منها ضفة متقطعة بخلاف السواحل الإفريقية والأمريكية الجنوبية المتناسقة. وتتضمن السواحل الشرقية بحر النرويج وبحر الشمال والبلطيق و البحر الأبيض المتوسط و البحر الأسود. وضمن السواحل الغربية خليج سانت لورنس و خليج المكسيك و البحر الكاريبي، وفي الشمال يوجد الجزر البريطانية و آيسلندا و جرينلاند و نيوفاوندلاند و جزر الهند الغربية و جزر الأزور و جزر الكناري و كيب فيرد.
تعتبر أرضية المحيط الأطلسي مستودع للفلزات الثمينة والمنشآت النفطية التي تدير الآبار النفطية في شمالي القارة الأمريكية وفي بحر الشمال. كما تحتوي سلسلة الجبال في وسط المحيط الأطلسي على خامات فلزات النحاس و الحديد و الزنك.
كما يحتوى المحيط على أنواع مختلفة من الأسماك والحيوانات البحرية التي تتغذى بالنباتات المتراكمة في القاع، وتطفو على وجه الماء نباتات أخرى لتأخذ حاجتها من الضوء.
وتحتوي المياه السطحية المجاورة للرفوف القارية على عناصر مهمة من المعادن، تساهم بوجودها على ازدهار النباتات، وبجوارها تتكاثر الأسماك والحيوانات الأخرى في السواحل الإفريقية الغربية.
ويزود المحيط الأطلسي العالم بما يقارب الثلث من مجموع مصايد الأسماك و المحار. ومعظم موارد البحر توجد في المياه السطحية في منحدر دوجر بمنطقة بحر الشمال والمناطق الجنوبية الشرقية من نيوفاوندلاند و كندا.
تتحرك تيارات المحيط عبر الأعماق على بعد آلاف الأمتار، ففي الشمال يوجد تيار الخليج الذي يحمل المياه الدافئة من المناطق المدارية إلى الساحل الأوروبي، ولذلك لا يتكون الثلج في معظم موانئ شمال غربي أوروبا. وينطلق تيار لبرادور من المحيط المتجمد شمالاً بين جرينلاند وكندا، وهو تيار بارد ويمتد جنوبا إلى نقطة التلاقي مع تيار الخليج، حيث ينتهي ويؤدي إلى برودة المناخ في الساحل الشمالي لكندا وشمال شرقي الولايات المتحدة، ومنه أيضًا جبال الجليد يحملها من الشمال، فتقف حجر عثرة أمام الملاحة في المنطقة.
التيارات في جنوبي المحيط الأطلسي أضعف منها في الشمال وذلك لضعف أنظمة الرياح الجنوبية. ويحمل تيار البرازيل مياها دافئة من المناطق الاستوائية نحو الجنوب عبر السواحل الأمريكية الجنوبية.
فيما يجري تيار فوكلاند على طول ساحل الأرجنتين شمالا حتى يلتقي بتيار البرازيل، وهو ـ أي تيار فوكلاند ـ تيار بارد. وفي شمال إفريقيا يجري تيار بنجويلا تجاه الساحل الجنوبي الغربي لإفريقيا.
اكتشف الفينيقيون حوض المحيط الأطلسي منذ القرن الثامن قبل الميلاد وتوغلوا في منطقة جبل طارق لإجراء المبادلات التجارية على امتداد السواحل المغربية والأسبانية. ويعتقد أنهم وصلوا إلى الجزر البريطانية، ومن هناك إلى إفريقيا الجنوبية وذلك حوالي القرن السابع قبل الميلاد.
أما في القرن التاسع الميلادي فقد كان الفايكنج يجوبون مناطق الأطلسي الشمالية ليقيموا بعد ذلك بقرنين مستعمرات في جرينلاند و آيسلندا. استمرت الاكتشافات حول المحيط الأطلسي إلى القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين إذ كان التجار يبحثون عن مسالك أخرى من أوروبا إلى جزر التوابل في الهند الشرقية.
فأخذ الأوروبيون يكتشفون معظم السواحل الإفريقية الغربية في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي. ومنهم البحار البرتغالي بارتلوميو دياز الذي أبحر إلى الطرف الجنوبي لإفريقيا عام 1487، ثم كريستوفر كولومبوس الذي انطلق من أوروبا في اتجاه أمريكا الشمالية سنة 1492، مبرهنا على سلامة الملاحة في المحيط الأطلسي غربا، مما أقنع الأوروبيين بمواصلة الاستكشافات عبر المحيط الأطلسي في جميع الاتجاهات.
جاء بعد ذلك البريطانيون لقوموا ببحوث في أرضية المحيط على متن السفينة تشالنجر في الفترة بين عامي 1873 و1876. وفي الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي، شرع العلماء يستعملون السونار لسبر وآلات إلكترونية أخرى لدراسة أعماق المحيط مما مكنتهم من رسم الكثير من خرائط قاع المحيط.
ثم قام العلماء في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين بإجراء حفريات قاعيه وقاموا بحفر ما يقارب مائة حفرة في أرضية المحيط كما حصلوا على عينات من بقايا حيوانات ونباتات قديمة وعلى معادن، فتوصلوا إلى معرفة العصر الجيولوجي لمختلف مناطق المحيط، وأكدوا أن قيعان المحيط قرب السواحل ضاربة في القدم أكثر من السلاسل الجبلية في وسطه، كما أثبتت هذه الاكتشافات أن أرضية المحيط تكونت تدريجيا في العصور الغابرة المتراوحة بين 130 و200 مليون سنة.
في منتصف السبعينيات من القرن العشرين أصدر عددا من الدول عدة قوانين لمنع المزيد من تلوث مياه المحيط الأطلسي بعد زيادة نسبة التلوث في مياه المحيط.