°°°°الهجوم الياباني على بيرل هاربر°°°

°°°°الهجوم الياباني على بيرل هاربر°°°°
في سبتمبر 1940 وقعت اليابان مع المانا وايطاليا على ميثاق ينص على ان تساعد كل منهما الاخرى بكافة الوسائل السياسية والاقتصادية والعسكرية , اذا هاجمتها دولة غير مشتركة اذ ذاك في الحرب الاوروبية او في الصراع الصيني الياباني وكان القصد الرئيسي من هذا الميثاق تحذير الولايات المتحدة من مد يد المساعدة للدول الغربية , وفي الوقت نفسه فانه لا يجبر اليابان على مساعدة المانيا في حالة عدوانها على الاتحاد السوفيتي , ولعد ذلك في ابريل سنة 1941 وقع اليابانيون والروس ميثاقا بوقوف كل من حكومتيهما على الحياد وان دخلت احدهما حربا مع دولة او دولة اخرى .
لذلك لم تكن اليابان مضطرة الى مد يد المساعدة المباشرة للالمان في عملياتهم العسكرية التي بدأت في يونيه 1941, ومع ذلك فانها بعد ستة اشهر من ذلك التاريخ قدمت مساعدة غير مباشرة للالمان عندما بدأت هجومها على املاك الولايات المتحدة وبريطانيا في المحيط الهادي وشغلتها عن مد يد المعونة الفعالة للاتحاد السوفيتي .
والواقع ان الاطماع التوسعية لليابان ازدادت قوة وشراسة عند قيام الحرب في اوروبا , فقد شجعها سقوط دولة هولنده وفرنسا وانهاك بريطانيا في الميادين الاروبية وحوض البحر المتوسط على وضع يدها على الاملاك الفرنسية والهولندية والايطالية في المحيط الهادي ومنذ يونيو 1940كانت حكومة طوكيو تعمل على كسب حقوق خاصة في شبه جزيرة الهند الصينية واضطرتحكومة فيشي الى منح اليابانيين قواعد جوية في تونكين , ولم تقف الاطماع اليابانية عند هذا الحد , فقد انزلت اليابان بعض قواتها في اراضي الهند الصينية وسيام وبدأت تتحرك نحو بورما ونحو الاملاك الهولندية في اندونيسيا والقاعدة البحرية البريطانية في سنغافورة .
وقد ازعجت تلك التحركات اليابانية حكومة الولايات المتحدة التى كانت تعارض الاطماع اليابانبة منذ عام 1931 وطالما قدمت ما استطاعت من معونات الى حكومة تشانج كاي شيك في في الصين وخصوصا عندما وقع العدوان الياباني على ارضها ام 1937 ولكنها كانت تتردد في اتخاذ خطوات فعالة لمساعدة حلفائها الغربيين حتى انها لم تستجب لاقتراح تقدمت به الحكومة البريطانية الى حكومة روزفلت بارسال الاسطول الامريكي الى سنغافورة واكتفت بمحاولة الضغط الاقتصادي كخطر التعامل التجاري مع اليابان وتجميد اموالها في الولايات المتحدة , ولم تجد هذه السياسة ولم تحد من تصميم اليابانيين على المضي في تنفيذ المخطط الذي رسموه للتوسع وطرد الاوروبيين من الاشرق الاقصى .
وظلت الاتصالات الدبلوماسية بين الحكومتين الامريكية واليابانية منذ اوائل عام 1941 ولكنها كانت تنطوي على مفاوضات عقيمة بين الطرفين لا يثق احدهما في الاخر , وتتعارض مصالحهما على طول الخط , فالولايات المتحدة تصر على عودة سياسة الباب المفتوح في الصين وعودة الامور في الشرق الاقصى الى الموقف الذي كانت عليه من قبل حادث سبتمبر 1936 واخيرا تصر على وقف التوسع الياباني , وفي شهر مارس 1941 قال روزفلت للسفير الياباني الذي ارسله كونرى رئيس وزراء اليابان لمحاولة الوصول الى تفاهم بين الدولتين ان القيام بأي عدوان جديد قد يدفع امريكا للدخول الى الحرب ضد اليابان ولم يجد ذلك التهديد فتيلا لدى اليابانيين فالفلاصة سانحة امامهم للانفراد بالعمل في الشرق الاقصى , ولكن هذه التصميم لم يمنع استمرار الوفد الياباني من المفاوضة في واشنطن بقصد ازالة الاحتكاك بين الدولتين وما وافى شهر اكتوبر حتى كانت اليابان قد ابتاعت كل الهند الصينية والفرنسية .
وبينما كان الوفد الياباني لا يزال يفاوض الامريكيين انقضت فجأة قاذفات القابل المحمولة بحرا على حاملات الطائرات في صباح سنة 1941 , واضطرت الاسطول الامريكي المتجمع في القاعدة البحرية الكبرى في بيرل هاربر بجزر هاواي فأغرقت القطعة الحربية الكبرى اريزونا وفيرجينيا الغربية واوكلاهوما وحطمت خمسة اخرى من سفنه الحربية وقتلت 2343وجرحت 1200وبذلك خسرت الولايات المتحدة اقوى قطعها البحرية وقضى بضربة واحدة على تفوقها البحرى في المحيط الهندي وعقب تلك الضربة مباشرة اعلنت اليابان الحرب على بريطانيا ايضا .
وتوالت بعد ذلك الضربات اليابانية فاغرقت البحرية اليابانية بارجتين بريطانيتين كبيرتين في 10 ديسمبر 1941 وبعد شهر تمكنت القوات اليابانية من غزو شبه جزيرو الملايو واستولت على سنغافورة المنيعة التحصين في 15 فبراير 1942 بعد ان استسلم حماتها والبالغ عددهم 60000, وفي الوقت نفسه غزت القوات اليابانية بورما وطهروها من القوات البريطانية والصينية واغلقوا طريق روما الرئيسي الذي يؤسل الحلفاء عبره الامدادات للصين واقاموفي بورما حكومة موالية لليابان وفي منتصف فبراير حطم الاسطول الياباني في بحر جاوة قوة بحرية للحلفاء تتكون من خمس بوارج وست مدمرات وبذلك فتح الطريق لغزو جميع جزر الهند الشرقية الهولندية .
وطرد اليابانيون القوات الامريكية من جزر الفلبين بعد ان استسلمت حاميتها وبذلك بات من المؤكد عجز الحلفاء عن مجابهة اليابانيين في الشرق الاقصى وتوقعوا ان تكون الضربة القادمة غزو استراليا وربما تكون الهند هدفا اخر بعد ان بلغت الجيوش اليابانية ( اكباب ) على خليج البنغال .
وكانت الفرصة سانحة لليابان في ذلك الحين نظرا لتفوقه البحري في المحيط الهادي وبحار شرق اسيا ان تستولى على الممتلكات الامريكية والهولندية فاستسلمت هونج كونج في اخر ديسمبر 1941 , وجز الهند الشرقية الهولندية في مارس 1942 , وانسابت القوات اليابانية في الملايو حيث استولت على كوالالمبور وتوغلت في جوهور واضطرت القوات البريطانية الى الجلاء عن الملايو في شهر يناير , وتبع ذلك
الاستعدادات لشن تلك الحرب اذا صارت الحرب الالمانية السوفيتية سيرا مرضيا بالنسبة لالمانيا . لقد اختارت المانيا طريقها بمهاجمة الروس , ولكن التناقضات الامبريالية بينها وبين اليابان دفعت اليابان الى الطريق التى رأت فيه مصلحتها الخاصة , ولكنها على الرغم من عدم مشاركتها في الحرب الا ان اهدافها الاستعمارية اجبرت الاتحاد السوفيتي الى تركيز عدد ضخم في سيبيريا الشرقية لمواجهة اي نزاع روسي ياباني خاصة وان اليابان كانت تحتشد قوات ضخمة على الحدود السوفيتية المنشورة .
وفي 25 نوفمبر 1941 جدد ميثاق مكافحة الشيوعية ووقعت عليه ل من المانيا وايطاليا واسبانيا وفنلنده وكرواتياوالدانمرك ورومانيا وبلغاريا , كما وقعت عليه اليابان والحكومات التابعة لها كمشوريا وحكومة وايخ شسنج ري في الصين المحتلة وكان من الواضح في هذا الميثاق انه يمثل كتلة عسكرية معارضة للكتلة السوفيتية الانجلو امريكية .
والواقع ان دخول امريكا الحرب في 7 ديسمبر 1941كان قد بدأ منذ مارس 1941 ولكن بصورة غير رسمية وذلك حين سمح القانون الصادر في 3 مارس 1941 لرئيس الولايات المتحدة بمعاونة الدول الهامة بالنسبة لامن امريكا وحمايتها وذلك باعطاء مواد التسلح , ولم تكن تلك المساعدات العسكرية في الواقع الا مساهمة غير مكشوفة في حرب غير معلنة من جانب امريكا وفي يونيه 1941 اغلقت القنصليات الالمانية في امريكا وفي يوليوا 1941 احتلت القوات الامريكية ايسلندا لتأمين مواصلاتها في المحيط الاطلسي وهكذا دخلت امريكا الحرب دون اعلانها خطوة فخطوة ومنذ 11 سبتمبر 1941 تلقت البحرية الامريكية اوامر من روزفلت بفتح النيران على القوات البحرية والجوية الالمانية وسلحت السفت التجارية الامريكية .
بدأت اليابان الايام الاولى للحرب في المحيط الهادي بضبات ناجحة فعندما خرج الاسطول البريطاني من المحيط الهندي من قاعدة سنغافورة يوم 8 ديسمبر 1941 لمهاجمة بعض السفن اليابانية حددت الغواصات اليابانية موقعه وهاجمته ووسع الهجوم الياباني نطاق الحرب لتصبح حربا اوروبية واقبلت الدول الصغرى لتجري في فلك الدول الكبرى اما مضطرة للسير في ركب سادتها المستعمرين او عن رغبة في الخروج من تلك الحر ب بفائدة او مغنم او توسيع اقليمي فنشأ ما يمكن ان نسميه بالبرجوازية الاستعمارية تتألف من دول صغيرة لا تستطيع ان تسير في موكب الدول الاستعمارية لتشاركها مستعمراتها وتنافسها ولكنها تستطيع ان تسير في ركابها لتنفيذ وتستفيد محققة بذلك توسعات اقليمية , ففي 8 ديسمبر 1941 اعلنت الولايات المتحدة الحرب على اليابان , وفي 11 ديسمبر اعلنت ايطاليا والمانيا وردتا عليها بالمثل كما اعلنت بلغاريا وسلوفاكيا وكرواتيا الحرب على بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية اما المجر واسبانيا فاعلنتا الحرب على الولايات المتحدة الامريكية فقط لانهما كانتا قد اعلنتا الحرب من قبل على بريطانيا واعلنت منشوريا ايضا الحرب على بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية . تبعت تلك الدول في اعلان الحرب على ايطاليا والمانيا سلسلة اخرى من الدول هي استرالياونيوزيلانده وكندا واتحاد جنوب افريقيا وكوستاريكا ونيكاراجوا والسلفادور وهندراوس وهايتي وجمهورية الديميكان وكوبا وبناما وجواتسمالا والهند و سرعان ما حذا حذوهم حكومات مؤقتة مثل فرنسا الحرة وهولند وبولنده وبلجيكا والحبشة , بل ان الصين التي كانت في حالة حرب غير معلنة مع اليابان منذ 1937 اعلنت الحرب على اليابان في يوم 9 ديسمبر 1941 , احس هتلر في مطلع عام 1942 بجدية الموقف وهوالذي كان الف الانتصارات السريعة الحاسمة تحرزها قواته وهي تنهب ارض الاعداء نهبا دون مقاومة في اغلب الاحيان او امام مقاومة يائسة لا تلبث ان تنهار وفي اول يناير 1942 وقعت 26 دولة من الدول المحاورة ضد المحور مع بريطانيا وامريكا بيانا عرف باسم ميثاق واشنطن , اعلنت فيه كل تلك الدول عدم الانفراد بعقد صلح مع المانيا , وحين اجتمع هتلر بأوشيما السفير اليابانى يوم 3 يناير 1942 اخبره هتلر بأنه بمجرد تحسن الجو سيبدأ هجومه مركزا على احتلال القوقاز لاهمية بترولها ليصل ايضا الى بترول ايران والعراق حيث يأمل في معاونة حركة التحرر العربي له , وصرح له هتلر بانه سيعمل ايضا على تحطيم موسكو وليننجراد بالكلية ووصف الحرب التى تخوضها المانيا وكذلك اليابان بانها حرب حياة او موت وعندا اخبره اوشيما بان اليابان بعد ان تحتل منطقة جنوب شرقي اسيا ستصبح في وضع يسمح لها بالهجوم على جنوب شرقي اسيا سيصبح في وضع يسمح لها بالهجوم على روسيا في مايو 1942 , اخبره هتلر بلياقة بأن ذلك لا داعي له حتى لا تتشتت قواها وان محاربة انجلترا هي الاساس لانها تمثل العدو الرئيسي .
وفي 18 يناير 1942 اجتمع استعماريو كتلة المحور ليوقعوا في برلين اتفاقا عسكريا بين اليابان وايطاليا قد قسمت ليوقعوا في برلين اتفاقا عسكريا بين اليابان وايطاليا وقد قسمت الاتفاقية مناطق العمليات لكل دولة من الثلاثة ولتوطيد التعاون عسكريا بين الدول الثلاثة